بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
يُنظر إلى الزار في مصر باعتباره وسيلة لطرد الأرواح الشريرة بهدف تخليص النفس البشرية من الشياطين وهو أحد أشكال الدجل والشعوذة، وبدأ الزار في الماضى كممارسة دينية ثم سرعان ما تطور إلى شكل ثقافي بصعيد مصر. وينظر إليه حاليا على أنه أحد أنواع العلاج الذي يُلهم الانسجام والسلام مع النفس.
أما أدوات الزار وآلاته فتتمثل أساسا في الطبول والمزمار والصاجات والطنبورة التي تشبه الجيتار، والطنجور وآلة الأرغول.
يعتبر الزار شكلا من الأشكال الموسيقية التى تحتل فيها المرأة دورا أساسيا، وتعود أهميته لكونه من الفنون التى عاشت بعيدا عن عمليات التأثير الحضارى، نظراً لمحاصرة المجتمع المثقف والدولة لها فاحتفظت بقوامها وأصولها القديمة التى تعود للعصور المصرية القديمة، ويمتد فن الزار حتى الجزيرة العربية واليمن والخليج العربى والعراق وإيران .الزار هو أقدم فنون الموسيقى الشعبيّة المصريّة الشهيرة، وقد اختلف المؤرّخون عن تحديد منشئه، لكن هناك اعتقادات أنّه نشأ في إثيوبيا والسودان وانتقل منهما إلى مصر ثمّ إلى بعض بلدان الشرق الأوسط،
حيث أنّ الزار المصريّ اختلط بالسودانيّ مع توافد الهجرة السودانيّة إلى مصر خلال فترة حكم محمّد علي في عام 1820 حيث دخلت آلتا الطنبورة والرانجو السودانيّتان في موسيقى الزار، لتتعدّد أنواعه بين الزار المصريّ الذي تستخدم فيه الدفوف والطبول، والزار السودانيّ الذي تستخدم فيه آلة الطنبورة التقليديّة، وزار أبو الغيط، وهو الأشبه بالتواشيح والأغاني الصوفيّة، إلا أنّه ارتبط في الذاكرة المصريّة بالخرافات وطرد الجنّ والأرواح الشريرة من الجسد،”الزار فنّ طقسيّ في الأساس وليس احتفاليّاً، لارتباطه بخلفيّة معتقديّة بأنّه وسيلة العلاج الشعبيّة التقليديّة للمشاكل النفسيّة”،
مؤكّداً: “بعيداً عن الخلافات حول الخلفيّة العقائديّة للزار، إلّا أنّ الإيقاعات السريعة وطريقة الغناء والرقص في حفلات الزار تعمل على تفريغ الشحنات السلبيّة والكبت , الزار يكشف عن الجزء الأفريقيّ في الفنّ المصريّ، حيث كان الاتّصال التاريخيّ بين مصر وبلدان القارّة الأفريقيّة، بداية من النوبه في صعيد مصر”، يكشف عن ثراء وتراكم كبير يمتدّ إلى مئات السنين، لكن لا توجد أبحاث حقيقيّة عن موسيقى الزار، حيث لن يتعدّى الاهتمام العلميّ سوى التركيز على الزوايا الانسانيّة والنفسيّة فقط”